مجزوءة نهج التقصي

تصريف وتنزيل نهج التقصي

تصريف نهج التقصي في الممارسة داخل الفصل

لبناء مقاطع تعليمية /تعلمية (موضوعاتية) باعتماد نهج التقصي يجب تتبع الخطوات التالية:

اختيار وضعية الانطلاق

يستحسن أن تكون الوضعية قريبة من المحيط الثقافي للمتعلم، ذات علاقة واضحة بالبرنامج الدراسي والأهداف التعليمية. كما يستحسن أن تحفز المتعلمين على وضع تساؤلات و تفضي بهم إلى صياغة مشكل يتطلب حله زمنا محددا. و يمكن أن تكون مدونة كتابيا في نص أو متمحورة حول حدث معاش أو وثيقة أيقونية أو متعددة الوسائط (صورة، شريط فيديو، تسجيل صوتي). ويشترط فيها أن تكون واضحة، سهلة القراءة أو المعاينة أو التتبع، تدعو المتعلمين للقيام بملاحظات أو الإجابة عن سؤال (أو أسئلة).

تملك الوضعية و صياغة المشكل

بعد تقديم وضعية الإنطلاق فإنه يستحسن أن يقوم الأستاذ بطرح مجموعة من الأسئلة تخضع لضوابط أهمها أن تكون خصبة و مثمرة، تدعوهم إلى الانخراط في نهج التقصي، بتحفيزهم على التفكير والعمل إما لإنجاز مناولات أو القيام بملاحظات مباشرة أوغيرمباشرة أو تحريات من خلال وثائق .

وعلى المدرس ألا يهمل الاهتمام بأسئلة التلاميذ وأفكارهم كيفما كانت ثقافتهم أو أعمارهم، فإن المتعلمين يفدون عموما إلى الفصول الدراسية محملين بكم هام من الأفكار بخصوص الظواهر الطبيعية التي يكونون قد تعرفوا عليها في حياتهم اليومية قبل أن تكون موضوعات للتدريس، سواء أكانت أفكار قبلية أو تمثلاث أولية أو تصورات أولية أو معارف عفوية، فإن التعرف عليها والعمل على إبرازها من شأنه أن يكشف للمدرس على طريقة تفكير التلاميذ ، مما يسمح له بطرح أسئلة مناسبة لتوجيه أنشطتهم داخل الفصل للتحقق من مدى استيعابهم للمفاهيم المدروسة. يتطلب تحقيق هذه المطامح، دعوة التلاميذ إلى التعبير عن معارفهم الخاصة للتواصل فيما بينهم وليتعلم بعضهم من بعض بمواجهة أفكارهم فيما بينها. فذلك كفيل بأن يساعد المتعلم على التحكم الجيد في الوضعية و أن يتوصل إلى صياغة المشكل الذي تثيره.

صياغة الفرضيات

بعد استشعار المشكل و إثارته من طرف المتعلمين فإن المدرس ينظم نقاشا جماعيا يمكن برمجته في مواعيد متعددة من المقطع التعليمي، مثلا في البداية حينما يدعو المدرس التلاميذ إلى التعرف على وضعية الانطلاق ووضع أسئلة خصبة أو في مرحلة بناء الفرضيات أو إبان اقتراحهم لبروتوكولات تجريبية أو أشكال أخرى من البحث لتمحيص هذه الفرضيات، إضافة إلى مطالبتهم التعليق على النتائج أو تقديم تفسيرات أو صياغة استنتاجات.

إن نجاح النقاش رهين بوقوف المدرس على السماح لمختلف الآراء بالتداول، لكن بشكل منظم، إذ يمكن مثلا أن يكتب الاقتراحات على السبورة دون تحيز أو إيحاء لمن يعتبرها الأفضل، أو تقويم متسرع لرأي أو جواب أو اقتراح ما. كما يجب أن يمتنع عن الإدلاء هو نفسه بالجواب الصحيح. ومقابل ذلك يبحث الأستاذ بمعية تلاميذه على إجماع يقوده للحصول على إبعاد الآراء المؤدية إلى مآزق أو إلى مسارات غير مثمرة قصد الاحتفاظ ببعض الفرضيات التي يمكن التأكد منها.

التقصي لاختبار الفرضيات

لا يمكن عمليا الاشتغال إلا في إطار تطبيقي تحدده المعدات التجريبية المتواجدة في المؤسسة التعليمية التي تكون رهن إشارة المدرس. إن تشجيع التلاميذ على توسيع مجال مخيلتهم أمر محمود يستوجب الاحتفاظ فقط بالاقتراحات التجريبية التي يمكن تتبعها وتنفيذها. لذا يقدم الأستاذ لكل تلميذ أو لكل مجموعة من التلاميذ نموذجا من المعدات المناسبة لموضوع التعلمات المتواجدة فعليا في المؤسسة، ويطلب منهم وضع تصور لبروتوكول تجريبي يستعملون فيه بعضا من هذه المعدات لاختبار الفرضيات التي تم الاحتفاظ بها. و إجمالا فإن التحقق من الفرضيات يكون ب :

مثالالتجريب

يستحسن توفير العدة التجريبية للمتعلمين و إفساح الفرصة لهم من أجل اقتراح الخطوات التجريبية الممكنة و تدوين النتائج المتوصل إليها من طرف مقرر المجموعة.

مثالالملاحظة

و تكون في بعض الحالات التي يتعذر فيها التجريب الآني، كملاحظة نمو نبتة و تسجيل الملاحظات و القياسات و...في دفتر التقصي.

مثالالنمذجة

و يكون التحقق فيها من خلال بناء نماذج و مناولتها استدلالا بالمحاكاة كمحاكاة النظام الشمسي لدراسة ظاهرة الكسوف .

مثالالبحث التوثيقي

يمكن الاعتماد على الوثائق السمعية البصرية، الصور، نصوص علمية، أنترنيت...على أن يتم التحري عن صدقية "Fiabilité " هذه الوثائق مع مراعاة موقع المدارس الإبتدائية (قروي – حضري).