مصوغة التكوين : مستجدات منهاج النشاط العلمي بالسلك الابتدائي

عموما تم حصر المضامين ذات الصلة بالتربية على الصحة الإنجابية ضمن برنامج النشاط العلمي بالمستوى السادس وبالتحديد بالوحدة الخامسة مستثمرين ما يحويه موضوع التوالد عند الإنسان من فرص وتقاطعات مع هذه التربية.

بالنظر للفرص المتاحة للتعريج الضمني وأو الصريح لما يمكن أن تحمله التربية على الصحة الإنجابية من مضامين وتوجيهات، وهي فرص تظل محدودة ولذلك ما يبرره باعتبارها مستجد يستلزم التدريج الكمي والنوعي في التعاطي معه، فإن التفكير في تطوير حضورها على الصعيد المنهاجي يعتبر أمرا غاية في الأهمية خاصة أن مصادر البحث عن المعلومة صارت كثيرة ومتعددة والأخطر أنها غير متحكم فيها وهو ما ينذر بإمكانية السقوط في تبني معلومات خاطئة قد تؤثر سلبا على الاستقرار والصحة النفسية والجسدية للمتعلم-ة/الطفل.

تتضمن الجداول مقترحات لمقترحات التوطين سواء الضمني أو الصريح لمضامين ومحتويات التربية على الصحة الإنجابية بمختلف المواد المدرسة بالتعليم الابتدائي مع تحديد الوحدات الدراسية، المجالات، الأسابيع والمواضيع المناسبة لذلك. وتظل المقترحات أسفله خاضعة للتكييف والتعديل وفق الخصوصيات السوسيوثقافية لبيئة المتعلم-ة/الطفل ومستوى الإدراك الذي تتيحه خصوصياته العمرية.

بالنسبة لمادة النشاط العلمي، و إضافة لما سيتم اعتماده خلال الوحدة الخامسة بالمستوى السادس، فإن إمكانية التصريف تظل متاحة بمجال علوم الحياة وفق المقترح الآتي:

• 1.ج‌ مادة التربية الإسلامية:

• • وتعتبر مادة التربية الإسلامية بيئة تربوية مناسبة لاحتضان ما نصبو تحقيقه عبر محور التربية على الصحة الإنجابية عبر مختلف مداخلها: التزكية، الاقتداء، الاستجابة، القسط والحكمة بمبدأ التناغم لا التعارض.

• 2. على مستوى الفصل عن باقي المواد

• • إذا كان ملمح المقترح السالف الذكر يتخذ من الامتداد والعرضانية سمة وشكلا، فإن التفكير في تصور منهاجي آخر للتربية على الصحة الإنجابية يبقى تصورا قابلا للتنزيل والأجرأة حتى تأخذ حيزا موضوعاتيا وزمنيا إلى جانب باقي المواد والمكونات. وتأسيسا على ذلك، سيكون من الرصانة والضبط العلميين تخصيص فسحة من التخطيط، الإعداد والتنزيل والمقصد كما سبقت الإشارة له في تقديم الوثيقة الحالية هو بناء برنامج صلب ومتراص لمواجهة كل انكفاء قد يعرفه هذا الموضوع.

• • ارتباطا بهذا المرمى، سيكون لحضور هذه التربية على مدار سنوات التعليم الابتدائي وما قبل التمدرس حظا من التنزيل بالترنح بين الاستضمار خلال المستويات الدنيا على أن يتم التصريح بمقتضياتها كلما تقدمنا في المسار الدراسي على أن تتم هذه الهندسة البيداغوجية بالتناغم مع اعتماد الوحدات ومجالاتها من جهة والسياقات والمستجدات العالمية ذات الصلة بالموضوع.

• في هذا الاتجاه يمكن اعتماد مضامين تتنوع بين:

• • • الدروس النظرية: تعتمد تصريف مضامين بأقصى درجات النقل الديداكتيكي.

• • • مشاريع شخصية لإعطاء معان لما تم ترويجه خلال الدروس النظرية ولتحسيس المتعلم بأهمية تقويم السلوك بناء على التوجيهات المصححة.

• • • أنشطة الحياة المدرسية: مسرح، عروض تشكيلية، أناشيد وأقصوصات، لقاءات صحفية ودعوات لجمعيات فاعلة ومتخصصة، استفادة من توجيهات أطر طبية وشبه طبية... كل ذلك بالتوازي مع ما تتضمنه الدروس النظرية والمشاريع الشخصية.

خاتمة

• بما أن الطبيعة لا تحتمل الفراغ، فإن تساؤلات الطفل/المتعلم-ة تستلزم أجوبة فورية حتى لا يجتهد لتشكيل أجوبته الخاصة التي قد تميل عن جادة الصواب أو سيبحث عن مورد آخر (غير صادق) لتلبية شغفه المعرفي. من أجل ذلك يجب أن نتهيأ ونتوقع مختلف الانشغالات التي تحير الطفل وتثير فضوله الدائم أمام محاولة فهم ما يحيط به وما يتصل بذاته. ولننجد تهيئة واستعدادا أفضل من اعتماد مادة أو محور يعنى بالتربية على الصحة الإنجابية لبناء مواطن الغد متوازن النفسية وسليم البدن ومتزن السلوك.